نهنئ الشعب الفلسطيني ومحبي محمد عساف في كل مكان بفوز الصاروخ والعندليب النجم ومحبوب العرب محمد عساف

الخميس، 27 يونيو 2013

حول ظاهرة محمد عساف وموضوع القيادة؟

حين كان الزعيم الهندي غاندي، وحتى من مقر اقامتة خارج الهند يطالب الهنود بالخروج للاحتجاج او لابداء موقف خلال الاحتلال البريطاني للهند، كان مئات الملايين يلبون الطلب ويخرجون، وفي تلك الحقبة لم يكن يوجد فضائيات ولا هواتف خلوية ولا انترنت اوشبكات التواصل الاجتماعي المتعددة، وحين كان الزعيم جمال عبد الناصر يتأهب لالقاء خطاب او كلمة، كان الملايين من الناس من ابعد بلد عربي وحتى من افريقيا واسيا يتركون ما يفعلون ويتسمرون بجانب الراديو ليستمعوا، ورغم انني لم اعش تلك الحقبة، الا ان ما نعرفة من الناس ان الفلسطينيين كانوا من ضمن هؤلاء الذين كنوا يستمعون الى عبد الناصر، وما ينطبق على غاندي وعلى عبد الناصر ينطبق على القادة، او من يتصفون بصفات القيادة واهمها التاثير و القدرة على احداث التغيير والاقناع وبعد الرؤيا، والقدرة على بث التفاؤل والطموح والامل بالتغيير، وبالتالي قيادة الناس نحو تحقيق الهدف، ويمارسون هذه الصفات، حتى لو كانوا على بعد مئات او الاف الاميال عن الناس.

وهذا ما ينطبق على ظاهرة محمد عساف، الفلسطيني الذي شد الناس، وقادهم بشكل او باخر نحو دعمة والسير معة، نحو تحقيق هدفة وحلمة بالفوز باللقب، وهذا ما قام بة ملايين الناس، صغارا او كبار، نساء او رجال، من فلسطين او من الوطن العربي، ومن فلسطين وهذه ربما ظاهرة فريدة في هذا الزمن، حيث استطاع محمد عساف ان يقود الفلسطينيين من مختلف تواجدهم في داخل فلسطين او في خارجها، وبغض النظر عن الميول او السياسة، واستطاع عساف ان يجعل الفلسطينيين وبشكل طوعي تام، بأن يصوتوا لة، اي بأن يستغنوا وطوعا عن جزء من دخلهم، سواء اكان شيكل او في احيان مائة او مئات الشواكل، وهم قاموا بذلك بدون اجبار او بدون مكافأت او مغريات او وعود شخصية، ولكن على امل ان يتم تحقيق هدف من طالبهم بذلك، وهذا يعني انهم وقفوا خلف قائد، الهمهم وجذبهم من خلال بعث الامل ومن خلال السعى الى التغيير، بعيدا عن السياسة والاقتصاد والشعارات وما الى ذلك.

وقبل فترة، استمعت الى احد المحاضرين الاجانب، الذي يعمل في احدى الجامعات البريطانية، الذي اوضح ان موازين القوى الحالية هي بالطبع ليست لصالح الفلسطينيين، ولكن يملك الفلسطينيون الحق المبني على العدل، ويملكون كذلك القوة لاحقاق هذا الحق، وحين تم سؤالة عن هذه القوة، اجاب بأن هذه القوة تتمثل في توحد الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجدة خلف هذا الحق، واضاف بما ان هناك شعب يملك الحق والعدل، فسوف يتم تحقيق ذلك، وحين سؤالة لماذا لم يتحقق ذلك حتى الان، اجاب بأنة لم يوجد قائد حتى الان استطاع ان يلم الشعب المعبأ بهذا الحق، وفي كافة اماكن تواجدة خلفة من اجل تحقيق الحق، وحسب اجتهادي اذا تم سؤالة الان حول ظاهرة محمد عساف، فأنة كان سيجيب بأن هذا هو المثال للقائد الذي يعنية، بالطبع هنا في مجال الفن او الغناء، ولكن ما ينطبق هنا ينطبق على القادة من حيث التأثير والشد والامل وبالتالي تحريك الناس لتحقيق هذا الامل، وهذا ما قام بة محمد عساف، الذي حرك ملايين الفلسطينيين وبالطبع خلفهم عشرات ملايين العرب نحو تحقيق الهدف.
وما زال العديد من الناس، سواء من الاكاديميين او من غيرهم يخلطون بين القيادة والادارة، فهناك المئات من المديرين الناجحين والمميزين، ولكن هناك القليل من القادة، فالمدير الناجح هو الذي يحقق الاهداف المرسومة له خلال الفترة الزمنية المحددة، او هو الذي يستخدم المصادر المعطاة لة من بشرية ومادية وبشكل فعال لترجمة ذلك الى اهداف خلال زمن معين، وبالتالي يحافظ على الوضع مستقر ويحقق عائد معين.

ولكن القائد هو الذي يهدف الى التغيير ولتحقيق الرؤيا اي تحقيق الطموح، ومن اجل ذلك يستطيع التأثير والتحريك والاقناع، ولو بمصادر محدودة او بدون مصادر، ولو بدون مكتب او طاقم، وربما من مسافات بعيدة، والقائد هو من يستطيع اقناع الناس ويبث فيهم الامل لتحقيق اهافهم، وبالتالي يجمعهم خلفة وبشكل طوعي وبدون مغريات او مكافأت، من اجل نحقيق الاهداف، واعتقد ان هذا ما حصل بالضبط مع محمد عساف في مجالة، وبالتالي يمكن ان يحصل مع اي قائد اخر، كل في مجالة.