نهنئ الشعب الفلسطيني ومحبي محمد عساف في كل مكان بفوز الصاروخ والعندليب النجم ومحبوب العرب محمد عساف

الاثنين، 3 يونيو 2013

محمد عساف: سلاح مضاد للهاسبراة!

سبب و احد فقط أغراني بمتابعة برنامج أراب أيدول الذي لم أتابعه مطلقاً من قبل, ولا أعتقد أنني ٍسأكررها بسبب عملية التسليع الهائلة التي يقوم بها البرنامج, و المحطة التليفزيونية التي يمتلكها ثري خليجي . السبب و بكل وضوح هو الأداء الرائع لإبن بلدي محمد عساف الذي يتمحور حول جمال صوته إجماع منقطع النظير. و لأنني من المتابعين للصور النمطية التي تحاول اسرائيل ترويجها عن الفلسطينيين, و بالذات اهل غزة, و تصويرهم على أنهم "إرهابيون", "قتلة", "ملتحون", يرسلون أطفالهم للموت","
يكرهون الحياة", "سوداويون", "أصوليون", "يحاربون الفنون"...الخ فإنني سعدت لسماع عساف.

و كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد قررت ضخ الملايين من الشواكل دعماً لحملة "الهاسبراة"-البروباجندا- التي تهدف لتسويق صورة اسرائيل على أنها نقيض لكل الصور النمطية السابقة التي تروجها عن الفلسطينيين. فهي دولة "حضارية", "ديمقراطية", "تقدمية", "حداثية", ترعى الفنون بكل أشكالها. و لكي تسوق هذه الصور التي تهدف لإخفاء جرائمها المتعددة من احتلال و استعمار و أبارتهيد, فإنها قد وظفت فنانيها في هذه الحملة حيث تقوم بإرسالهم, مع مثقفيها و أكاديمييها, في جولات عالمية لتغيير الصورة القبيحة التي خلقتها حروبها المتواصلة و حصارها لغزة و سياساتها العنصرية. هي لا تتوان للحظة واحدة عن استغلال كل طاقاتها, و بالذات الفنية, للترويج لنفسها, و في نفس الوقت تلطيخ صورة الفلسطيني.

و هنا تبرز أهمية محمد عساف!
فهو شاب وسيم, "أسمراني اللون", فلسطيني, عربي, مسلم, اسمه محمد, من غزة المحاصرة,بل لاجئ من أحد مخيمات خانيونس, يعشق الحياة, و يناضل من أجل أن يصل الى القاهرة, يقضي, كأي فلسطيني, يومين على معبر الموت حتى يتمكن من السفر الى القاهرة ليُسمع لجنة التحكيم, التي تحتاج نفسها الى لجنة تحكيم لتقييمها (مع استثناء واحد أو اثنين!), و يقفز فوق حائط الفندق (طبعا 5 نجوم), ليجد نفسه متأخرا عن العرض و يتضامن معه مشترك فلسطيني آخر و يقدمه على نفسه. و من اللحظة الأولى التي غنى بها "صافيني مرة" نجح في أن يأسرنا, قبل أن يأسر لجنة التحكيم. و انطلق الصاروخ الفلسطيني بلا توقف و أصاب قلوب العرب. هو صاروخ مضاد لصواريخ الهاسبراة التدميرية التي يتوفر لها الدعم الكامل من الرجل الأبيض في الغرب. فمغنيي/ات

اسرائيل يشاركون في مسابقة الأغنية الأوروبية السنوية (اليوروفجن), و تُفتح لهم قاعات لندن و نيويورك في نفس الوقت الذي يُستهدف فيه عساف بالصواريخ التي تطلقها طائرات الأباتشي و الف16! هم فنانون/ات يروجون للدمار و الحرب بمسميات مختلفة و تحت غطاء "السلام" الزائف, و هو غنى للحرية, للسلام الحقيقي, للحب, للإنسانية , و بلهجات عربية متعددة: فلسطينية, مصرية, لبنانية, خليجية, بل حتى بالإنجليزية.

كيف يمكن تصور لبنان بدون فيروز و مارسيل خليفة؟ مصر بدون أم كلثوم و عبد الحليم؟ السودان بدون محمد وردي؟ جنوب أفريقيا بدون ميريام مكيبا. السنغال بدون يوسو ندور و اسماعيل لو و بابا مال؟ مالي بدون ساليف كيتا؟ كوبا بدون بابلو ميلانس؟ تركيا بدون أحمد كايا؟ مستحيل! هؤلاء, و غيرهم من فنانين, هم روح بلادهم! هم الجمال الذي تتفتخر به أوطانهم! هم البصمة الوطنية التي تُعرف أوطانهم من خلالها!
و فلسطين بفنانيها, ريم بنا, ريم تلحمي, جورج قرمز, الإخوة جبران, ناي البرغوثي, سناء منصور, و الصاروخ محمد عساف, لها مذاق آخر, مذاق الحرية الموعودة.